سورة المؤمنون - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (المؤمنون)


        


قوله عز وجل: {بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمرَةٍ مِّنْ هذا} فيه وجهان
أحدهما: في غطاء، قاله ابن قتيبة.
والثاني: في غفلة قاله قتادة.
{مِنْ هذا} فيه وجهان
أحدهما: من هذا القرآن، وهو قول مجاهد.
الثاني: من هذا الحق، وهو قول قتادة.
{وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِن دُونِ ذلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ} فيه وجهان
أحدهما: خطايا [يعملونها] من دون الحق، وهو قول قتادة.
الثاني: أعمال [رديئة] لم يعملوها وسيعملونها، حكاه يحيى ابن سلام.
ويحتمل وجهاً ثالثاً: أنه ظلم المخلوقين مع الكفر بالخالق. قوله عز وجل: {حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِم بِالْغَذَابِ} فيهم وجهان:
أحدهما: أنهم الموسع عليهم بالخصب، قاله ابن قتيبة. والثاني: بالمال والولد، قاله الكلبي، فعلى الأول يكون عامّاً وعلى الثاني يكون خاصاً.
{إذَا هُم يَجْأَرُونَ} فيه أربعة تأويلات
أحدها: يجزعون، وهو قول قتادة.
الثاني: يستغيثون، وهوقول ابن عباس.
والثالث: يصيحون، وهو قول علي بن عيسى.
والرابع: يصرخون إلى الله تعالى بالتوبة، فلا تقبل منهم، وهو قول الحسن. قال قتادة نزلت هذه الآية في قتلى بدر، وقال ابن جريج {حَتَّى إِذَا أَخذْنَا مُتْرَفِيهِم بِالْعَذَابِ} هم الذين قتلواْ ببدر.
قوله عز وجل: {وَكُنتُم عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: تستأخرون، وهو قول مجاهد.
والثاني: تكذبون.
والثالث: رجوع القهقرى. ومنه قول الشاعر:
زعموا أنهم على سبل الحق وأنا نكص على الأعقاب.
وهو أي النكوص، موسع هنا ومعناه ترك القبول.
{مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ} أي بحرمة الله، ألا يظهر عليهم فيه أحد، وهو قول ابن عباس، والحسن، ومجاهد، وقتادة.
ويحتمل وجهاً آخر: مستكبرين بمحمد أن يطيعوه، وبالقرآن أن يقبلوه.
{سَامِراً تَهْجُرونَ} سامر فاعل من السمر. وفي السمر قولان
أحدهما: أنه الحديث ليلاً، قاله الكلبي، وقيل به: سمراً تهجرون.
والثاني: أنه ظل القمر، حكاه ابن عيسى، والعرب تقول حلف بالسمر والقمر أي بالظلمة والضياء، لأنهم يسمرون في ظلمة الليل وضوء القمر، والعرب تقول أيضاً: لا أكلمه السمر والقمر، أي الليل والنهار، وقال الزجاج ومن السمر أخذت سمرة اللون. وفي {تَهْجُرُونَ} وجهان:
أحدهما: تهجرون الحق بالإِعراض عنه، قاله ابن عباس.
والثاني: تهجرون في القول بالقبيح من الكلام، قاله ابن جبير، ومجاهد.
وقرأ نافع {تُهْجِرُونَ} بضم التاء وكسر الجيم وهو من هجر القول. وفي مخرج هذا الكلام قولان:
أحدهما: إنكار تسامرهم بالإِزراء على الحق مع ظهوره لهم.
الثاني: إنكاراً منهم حتى تسامروا في ليلهم والخوف أحق بهم.


قوله: {وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ} في الحق هنا قولان
أحدهما: أنه الله، قاله الأكثرون.
الثاني: أنه التنزيل أي لو نزل بما يريدون لفسدت السموات والأرض.
وفي اتباع أهوائهم قولان:
أحدهما: لو اتبع أهواءهم فيما يشتهونه.
الثاني: فيما يعبدونه.
{لَفَسَدَتِ السَّموَاتُ وَالأَرْضُ} يحتمل وجهين
أحدهما: لفسد تدبير السموات والأرض، لأنها مدبرة بالحق لا بالهوى.
الثاني: لفسدت أحوال السموات والأرض لأنها جارية بالحكمة لا على الهوى.
{وَمَن فِيهِنَّ} أي ولفسد من فيهن، وذلك إشارة إلى من يعقل من ملائكة السموات وإنس الأرض، وقال الكلبي: يعني ما بينهم من خلق، وفي قراءة ابن مسعود لفسدت السموات والأرض وما بينهما، فتكون على تأويل الكلبي، وقراءة ابن مسعود، محمولاً على فساد ما لا يعقل من حيوان وجماد، وعلى ظاهر التنزيل في قراءة الجمهور يكون محمولاً على فساد ما يعقل وما لا يعقل من الحيوان، لأن ما لا يعقل تابع لما يعقل في الصلاح والفساد. فعلى هذا يكون من الفساد ما يعود على من في السموات من الملائكة بأن جعلت أرباباً وهي مربوبة، وعبدت وهي مستعبدة.
وفساد الإِنس يكون على وجهين:
أحدهما: باتباع الهوى. وذلك مهلك.
الثاني: بعبادة غير الله. وذلك كفر.
وأما فساد الجن فيكون بأن يطاعوا فيطغوا.
وأما فساد ما عدا ذلك فيكون على وجه التبع بأنهم مدبرون بذوي العقول.
فعاد فساد المدبرين عليهم.
{بَلْ أَتَيْنَاهُم بِذِكْرِهِمْ} فيه وجهان
أحدهما: عنى ببيان الحق لهم، قاله ابن عباس.
الثاني: بشرفهم لأن الرسول صلى الله عليه وسلم منهم. والقرآن بلسانهم، قاله السدي، وسفيان.
ويحتمل ثالثاً: بذكر ما عليهم من طاعة ولهم من جزاء.
{فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعِرِضُونَ} فيه وجهان
أحدهما: فهم عن القرآن معرضون، قاله قتادة.
الثاني: عن شرفهم معرضون، قاله السدي.
قوله: {أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً} يعني أمراً.
{فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ} فيه وجهان
أحدهما: فرزق ربك في الدنيا خير منهم، قاله الكلبي.
الثاني: فأجر ربك في الآخرة خيرٌ منه، قاله الحسن.
وذكر أبو عمرو بن العلاء الفرق بين الخرج والخراج فقال: الخرج من الرقاب: والخراج من الأرض.
قوله: {عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ} فيه أربعة تأويلات:
أحدها: لعادلون، قاله ابن عباس.
الثاني: لحائدون، قاله قتادة.
الثالث: لتاركون، قاله الحسن.
الرابع: لمعرضون، قاله الكلبي، ومعانيها متقاربة.


قوله: {حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً} الآية. فيه ثلاثة أقاويل
أحدها: أنه دعاء النبي صلى الله عليه وسلم عليه فقال: «اللَّهُمّ اجْعَلْهَا عَلَيهِم سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ فَقَحَطُوا سَبْعَ سِنِينَ حَتَّى أَكَلُوا الْعَلْهَزَ مِنَ الجُوعِ وَهُوَ الوَبَرُ بالدَّمِ» قاله مجاهد.
الثاني: أنه قتلهم بالسيف يوم بدر، قاله ابن عباس.
الثالث: يعني باباً من عذاب جهنم في الآخرة، قاله بعض المتأخرين.
{مُبْلِسُونَ} قد مضى تفسيره.
قوله: {وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الأَرْضِ} فيه وجهان:
أحدهما: خلقكم، قاله الكلبي ويحيى بن سلام.
الثاني: نشركم، قاله ابن شجرة.
قوله: {وَلَهُ اخْتِلاَفُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ} فيه قولان:
أحدهما: بالزيادة والنقصان.
الثاني: تكررهما يوماً بعد ليلة وليلة بعد يوم.
ويحتمل ثالثاً: اختلاف ما مضى فيهما من سعادة وشقاء وضلال وهدى.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8